جثمان فوق حرير بقلم الاستاذ سهاد حقي الاعرجي

 .....جثمان فوق حرير..... 


ألتمس هدوء ليل غريب... 

تتخلله بعض أجزاء الذكريات... 

وبضع عطر أمس بسيط... 

وذلك الشعور الذي أحياناً... 

يغضب الوتين... 

مركون تحت سلال قصب... 

تآكلته أرضة بيضاء اللون... 

مظلمة الروح... 

كبيرة الأنف مدورة العين... 

تشاهد بأمها... 

كل تغيرات السنين... 

وهي تبسط يدها... 

على أريكة العقل... 

وصمت... 

الكهولة وزفير الأنين... 

يا ترى... 

من هذا ومن يكون... 

لم هذا الهدوء... 

هل يؤدي... 

لبوابة الزمن الجديد... 

أم أنه جسر... 

الحكمة والنضوج...

لم يعد هناك... 

ملعقة تغرف بعنف... 

تحت جلد الصبر... 

ولا شوكة ذو سن قاطع...

تمضغ الطعم بقسوة... 

وبين أنيابها تبيد الرغيف... 

ويضيع الحلو... 

تحت ضرس الحنظل... 

لتشرب كأس النصر... 

فوق جثمان الحرير... 

ويرفع صحن الوجع... 

فوق جبال الجمر... 

بعند وعلى يد شرير... 

فتفقس... 

بيوض العصر المريض... 

فوق تلال...

الصلة وحلاوة السليم... 

جرتنا الأيام لأرذل العمر... 

والقاضي السمين... 

يأكل بشراهة... 

ويتآكله الطمع العتيد... 

أين ذلك... 

الأب الرحيم وروح الأم...

وثوب الكريم... 

لم تهالكت كل جلابيبه... 

واحترق العود ولسان طبيب... 

يعالج دون دواء... 

وصفاته لكم من عنفوان المال... 

وغضب يبرزه... 

ويبصقه كالرقيق... 

وكأنه الطالب وذاك المطلوب... 

يأتي بإبرة ملغمة الآهات... 

فيصعقها بجسد طفل وكبير... 

وذلك الجشع يتراقص تحت ردائه... 

ونظارة رؤية أعمى وسليم...

لم يعد يسمع سوى... 

مروحة الورق وصفير... 

أرقام قديم...

أين نحن الآن من تلك... 

الكتب المعلمة والقلم الجميل... 

وكيف أصبحنا وأصبح... 

نهارنا تحت وطأة السحق... 

والقلب العقيم... 

طوبا لمن أنقذ حروفه... 

من تسونامي غاضب وأليم...

ومن طين لازب لايدرك... 

لغة إنسان فهيم... 

نجا بعقله قبل ماله... 

واشترى كتاب يوحي إليه... 

بإنه مازال... 

يحيى تحت بند الإنسانية...

يتعاطف ويحن بشكل سليم... 

ليضع جبينه... 

على سجادة رب كريم...

ويتوسله أن يكون... 

بين يده مغفور... 

قائم ليله والقدر مقبول... 

 ولراحة البال فكره مملوء... 

وكيف لا...ونحن كلنا 

واحد في الشاهد والمشهود... 

صمتاً أقول... 

ولبذور الخير كن ناثر ومنثور...

وادعم نفسك بحمدالله... 

وشكر وقبول... 

والقي بحبل الكره... 

واخرج شعيراته من... 

جوف قلبك المكسور...

فلا شيء سيدوم لك... 

هنا وهناك... 

سوى نية طيبة وزهر... 

عمر في وادي السلام معمور....

وقد ينتظرك الغفران للمرور...

لن أزيد في الحروف...

ولكن لكم مني... 

بساتين فرح وسرور...

وصهوة فرس أبيض جميل... 

يحوم بكم كالطائر دون وقوف... 

---بقلمي---

...سهاد حقي الأعرجي... 

27/11/2020 

الجمعة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا بالسعد موعودة بقلم الاستاذة شرين ابو عميرة

فاض البيان من صبري بقلم الاستاذ/ة ميسرة عليوة

شاطئ الغرام بقلم الاستاذ أحمد أبو حميدة