نساء برتبة رجل بقلم الدكتور عز الدين حسين

 نساء برتبة رجل :::


من المفهوم الخاطئ لدى الكثير من الناس بأن المرأة كائن ضعيف مكسور الجناح ولا حول لديها ولا قوة وأنها خاضعة لأوامر الرجل وتعليماته إن كانت زوجة أو إبنة أو عاملة في أيٍّ من المؤسسات وأن لا قدرة لديها لتتحمل أيٍّ من المسؤوليات مهما كانت تلك المسؤوليات صغيرة ؛ لذلك دائما يُنظر إليها بنظرة دونية يشوبها الاحتقار والتقليل من قيمتها 

وإن كانت النظرة للمرأة قديماً هكذا وخاصة في المجتمعات الريفية والبدائية التي حرمتها من مجمل حقوقها وخاصة التعليم وغيره ، إلا أنها في تلك المجتمعات وغيرها من المجتمعات الأكثر تطوراً ناضلت لتحصل على حقوقها الإنسانية والإجتماعية والتعليمية وسعت دائماً لمنافسة الرجل في الكثير من المجالات، ونجحت ..

فالمرأة وعلى امتداد عقودٍ من الزمن نالت من التطور والتعليم كما الرجل ونجحت في فتح آفاق كثيرة صالت وجالت فيها ولم تعد المجالات العلمية والفكرية وحتى المهنية منها لم تعد عصيةً عليها فنراها اليوم تتربع على عروش كثير من مجالات العلم والبحث العلمي والصحي والتطور المجتمعي والتطور الحضري .

فهي اليوم متواجدة وبقوة في المجال التعليمي والتربوية وتشغل كافة الوظائف فيه فهي عاملة نظافة ومدرسة و أستاذة جامعية وتقود العشرات من النساء والرجال في مجالات البحث العلمي والتقني؛ كما أنها تتصدر اليوم الكثير من المؤسسات الخاصة و العامة في كافة المجالات ؛ فقد اقتحمت مجال الكتابة والأدب فهي اليوم الشاعرة والروائية وكاتبة الرأي كما أنها اقتحمت مجالات العمل السياسي والحزبي والبرلماني ، وهي تشغل الكثير من المناصب فيها فهي اليوم الوزيرة والموظفة الرفيعة و السفيرة والصحافية والسياسية والإعلامية وهي الطبيبة و المهندسة و الممرضة والمربية والمحافظة بشكل قوي على البنيان الأسري والمجتمعي وقد تتفوق على الرجل في ذلك وفي الكثير من غيرها من المجالات .. ولا ننسى بأنها المنتمية لوطنها وتحافظ علية وتمتشق السلاح وتشارك في الحروب دفاعاً عنه.

هذا وفى خضم هذا الزخم من نشاطاتها فهي لم تنسَ أنوثتها وما يحتمه ذلك عليها فظلت هي الزوجة والأخت والابنة وغيرها من المواقع الأسرية وحافظت على نقاء دورها في كل تلك المواقع ولم يُشغلها ذلك عن الاستمرار في النضال من أجل الحصول على حقوقها وهي الآن البرلمانية الساعية لتحطيم بعض الأنظمة البرلمانية ( نظام الكوتة ) الذي يحدد نسبة تواجد المرأة في البرلمانات والمجالس التشريعية .

المرأة في السابق واليوم هي الأم والمربية والتي تحافظ على تشريب الأبناء ثقافة وقيم الوطن والمجتمع وهي الصابرة على أيٍّ من الكوارث الإجتماعية التي قد تتعرض لها خلال مسيرة حياتها في حالات عديدة كأن يُتوفى زوجها فتتحمل أعباء إضافية لتربية الأبناء وتوفير كافة احتياجاتهم التربوية والتعليمية والصحية وغيرها. كما أنها لا تتخلى عن دورها كأم حتى فيما لو حدث انفصالاً بين الزوجين فتظل الصدر الحنون وصمام الأمان للمحافظة على الأبناء ..

هذه هي المرأة التي هي برتبة رجل.. 


د. عز الدين حسين أبو صفية،،،


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا بالسعد موعودة بقلم الاستاذة شرين ابو عميرة

فاض البيان من صبري بقلم الاستاذ/ة ميسرة عليوة

شاطئ الغرام بقلم الاستاذ أحمد أبو حميدة