اسجل غيابي بقلم الاستاذ مصطفى محمد كبار

 أسجل غيابي


غائبٌ كما الغيم كان لحلمي

الجريح دائماً

ربما أعود مع الصباح النائم من كنف

الليل


و ربما لن أعود لذاك

الوقت المر 

قد يحملني الجروح فوق صدى

الألم للبعيد

و قد أتوه على طريق 

الرحيل بوحدتي


سيبقى في ذاكرة  

القصيدة

جرح أحرفي تدندن أنينها

لنسياني الأليم


قد أعود من جرحي العتيق

يوماّ

و قد أقع من تعبي على رصيف

الوداع بصمتي

الطويل 


سهوت بسفر رحلة العذاب    

بجسدي الجريح

بكيت بوجعي بدموعي التي  

لا تريد أن تنتهي


فوداعاً لتلك اللحظات 

التي نامت فوق وجهي

الحزين

وداعاً للأشياء الجميلة التي لا

أملكها و هي من

حقي

وداعاً لذكريات السنين

القديمة و صور

الطفولة

فقد تحطمت مرٱة

الصدق و البرائة

في هذه الحياة  

الكاذبة

و أنا تحطمت معها من طعنات

الأشباح و الخفافيش


كل الحروف قد لملمت رموزها

من مخيلتي و غابت عني

إتزان الأسطر

فرحلت أثواب الأحلام 

الغابرة

مع البحر الذي 

جف مائهُ في حزن

الأعماق

و بقي مرارة

ملحهُ من بعد  

الموت يدغدغ ألم

جرحي


أسجل غيابي

بين زملائي الشعراء 

لأسكن بفكرة 

القصيدة في  

غيابي

و أترك ورائي طاولتي و كرسي

الوحيد المكسور  

عند جدار بيتي

القديم

و بعض الاوراق المبعثرة من

فوضى المكان بين غبار

الذكريات

و أترك ورائي كلماتي و قوافي الشعر  

فوق الورق الممزق 

في موطن البكاء

لتسكنها غبار

السنين 


أسجل غيابي

أمام مرٱتي في كل

صباح

أودع فنجان قهوتي و جريدتي و

علبة تبغي 

أودع أصوات العصافير من على

الأغصان

و صوت نغمات الأغاني الجميلة

لسيدة الأغنية 

فيروز 

أودع وجه الحبيب الذي سكن

روحي ثم مضى في

السراب مع 

الريح

يراقصني حزن دمعتي على

الفراق


أسجل غيابي

لتلك الفراشة التي تبحث عني

من بين أشواك الزهور  

لتبكي على ذكرى 

اللقاء


أسجل  

سقوطي و هزيمتي في هذه

القصيدة 

و أكتب صرختي في لحظة

وداعي الأخير


أسجل ألم الطعنات و

رقصها بجسدي المنهلك

قواه منذ

زمن  

و أتذكر يوم

السقوط


تذكرت جرحي بداخل 

سور قلبي  

و تذكرت بأني من 

الأموات  

ألملم بقايا

إحتراقي من بين ركام

ذكرياتي

تذكرت بأنه لا يحق لي البقاء   

بزمن الأحياء 

فأنوح و أبكي أمام

الحجارة بلا

جدوى


أسجل بمذكرة الإبلاغ

لدى قسم الضمائر 

عن ضياع ضحكتي بزمن

الأحقاد

و أشكو من الضياع الفكري

و العاطفي و الأنساني و

الروحي 


أسجل غضبي في دوامة

ٱلامي  

و أتكل على دخان إحتراقي

في المسير المتمرد

فأسجل شهادة وفاتي بسراب

العناوين

 عند الأبواب المغلقة 

أسجل منفاي و غربتي بصفحات

التاريخ الأسود  

و أكتب لعنتي و غضبي فوق

سخرية الأيام  

لأصحو من سكرة كأسي

المر 

عندما أعود من موتي مرة

إخرى

لألتقي بذاتي الضائع 

في دروب

السفر .......... الساقطة


............. أسجل ........... غيابي ...........


مصطفى محمد كبار ........... حلب سوريا

20/1/2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا بالسعد موعودة بقلم الاستاذة شرين ابو عميرة

فاض البيان من صبري بقلم الاستاذ/ة ميسرة عليوة

شاطئ الغرام بقلم الاستاذ أحمد أبو حميدة