نسيت غلق النافذة بقلم الاستاذ ادريس جوهري

 سلسلة " حديث النفس " 🥀❣


نسيت غلق نافذة الدردشة ...!!

فظنت أني أخونها مع فتاة أخرى ..!!

في شاطئ الوهم تحطم قصرنا الرملي ، 

و أغلق المقهى إلى أجل غير مسمى ،

حظرت رقمي ، كاتبة في بروفايل 

الواتس آب "قبيح فأحببته ، فظن 

نفسه جميلا فخانني" ..!! " ... 

وأنا هاتفي ، تركته عند مهندس

الصيانة لتنظيفه ، وبرمجته وإزالة 

الفيروسات من الذاكرة ..!! لكن قلبي ، 

من سيصلحه ؟!! ويعيد تشغيله ؟!!

وشحن بطاريته من جديد ..؟؟

رجعت إلى البيت وضعت رأسي 

لأنام ، وسادتي حزينة ، هذه الليلة ، 

بسبب فراقي عن عشيقتي ، 

سألتني عن السبب ، فلم أجبها ، 

عاتبتني ، وبختني ، لم أستطع الكلام ، 

ولا الرد عليها ، متعب نفسيا وجسديا ، 

أريد فقط أن أنام ، لأنسى وأرتاح ، 

نسيان ما جرى ، أدرت لها ظهري ، 

وعانقت نفسي ، سالت دموعها الغزيرة ، 

حتى ابتل الفراش ، و أظلم البيت ، 

وتكسر الأثاث المنزلي ، وبدأت بالصراخ ، 

كالطفل الرضيع ، لم أستطع النوم ، 

أخذتها بين أحضاني ، أغني لها ، 

أنشودة المطر ، وكيف كانت البداية 

والنهاية ، مع قصيدة الغرام ، في سوق 

الأمنيات ، التقينا وراء شاشة الهاتف ، 

حيث لا أراها ، ولا تراني واقعيا ، 

نتخايل أننا معا ، في مقهى ، نشرب 

القهوة ، نتناول فطور الصباح ، 

أو ربما نتمشى على شاطئ البحر ، 

يدها في يدي نتسابق كالأطفال ، 

نلعب بالألوان ، نصنع قصرا من رمال ، 

لا يسكنه سوانا ، لكن بعد المسافات ، 

جعلتنا نكتفي بالحديث ، على أجهزة 

جامدة ، باردة ، ميتة ، لا تشعر بالإنسان ، 

نتبادل كلمات رومنسية ، دردشة صوتية ، 

كتابية ، مرئية ، صور وأغاني عشقية ، 

تخطيط لمستقبل وردي بلا أشواك ، 

ولا عوائق ، أو حواجز حدودية ، ثقافية ، 

اجتماعية ، ثم وعود زائفية وهمية ، 

تتردد على لسان ، حفظها من خلال 

الدراما ، التركية العربية الهندية ، 

خصومات على شيء ، أو لاشيء ... 

تصلحهما رسومات ، أو باقات ورد ، 

في شاشة الهاتف ، ترمز للتسامح 

والتصالح ، و حتى الحب ، والحزن ، لغة 

إلكترونية ، تعبر عن أحاسيسنا الإفتراضية ،

إنها لسانيات الرموز الصغيرة" 😊😉😘 

إنها الرموز التعبيرية الجامدة ..

إنها موسوعة تعبيرية لتواصل 

الأحياء على الكوكب الرقمي ..!!

تتكلم بلغات غير رسمية أنيقة .. 

بسيطة إشارات ملصقات سهلة .. 

لتوصيل .. المشاعر .. العواطف 

الجياشة .. هذا مجال جيوش محترفين 

من قوات الايموتيكون والسمايلي ..

يمكن أن نجد البعض لكل كلمة 

لكن العرض لن يكون جميلًا ..!!

الرموز الصغيرة تعبر عن الوِجْدَان 

هنا مهمة مقدسة ، جعل الناس 

يفهمون ما نشعر به ، ولكن مع 

ذلك غائب جدا حضور اللمس ..

الحرارة ، ذلك الدفئ نبض حياتها ..!!

تفاعل مع "هاشتاغ" #عشق# ...!!

الحب الديجيتالي .. تبادل العواطف ..

بين الشعب الافتراضي 💖💘❤

الغائب .. الحاضر .. البائس ..!!🖤

هناك أحبك يا عشاق ...!! 💕

أحبك في/ من عينيك ..!!😍

أنا أحبك لمدى الحياة ..!!💑

مع الزواج / أو مع الممنوع ...!!😈

هناك أحبك / إعجاب للكاريزما ...!!🤩

أحبك / أقصد .. ننام سويا ..!!🙈 

الفاتن في سريري هذه الليلة ..!!👹

هناك أحبك / أنت السلم الجسر توصلني😇

للمحطة المقبلة هناك ينتظرني العاشق☠

رقم 💯 ..؟؟ لإكمال الطموحات ..!!🤡

هناك صمت أحبك ..!!🤐

أحبك غامض لست رومانسي ..!!😔

هناك صداقة احبك ..!! 😋

أحبك مليء بصدق مع فقر مال ..!! 🥸

هناك سطحية أحبك وثراء فاحش ..!!😎

هناك أحبك لا يمكننا سماعه 😡

بدون استئذان باقتحام ..!! 😉

لكن للأسف .. هناك أيضًا أحبك 🤥

الذي نقوله دون تفكير أو وعي 😜

لا ينبغي أن توجد هذه ...!!😭

لكن هناك بعض من أحبك لا تقوله 

إلا "هي" و "هو"..!! منسجمان معا

في عفوية أحبك في الزمن الجميل ..!! 

أحبك الذي يجعلك تهتز تنتفض ..!!

تعتزل القطب الجليدي .. جمود ..!!

نافذة مبرمجة من الأم المصفوفة

الإزعاج ..!! تراكمات رموز الدولة

الماتريسية .. الهشاشة ..!! 

"بدون نت" هذا هو الشيء 

الحقيقي وهو القريب جدا 

من أرضنا الفقيرة من المشاعر 

الافتراضية .. الثورة العاطفية 

المشربة بالواقع الذي دفع 

قصائد الايموتيكون والسمايلي 

للهروب إلى المنفى وأحرق 

جميع زهور وقلوب الديجيتال 

الوردية ..!! ثم أغلقت الأبواب 

كلها وأخرجت دفتر وقلم الأجداد ..!!

وشغلت الراديو .. دندنات درويشية 

نزارية .. جبرانية .. فيروزية ...!!

إنها المدرسة العتيقة الأصلية ...!!

حروف تذوب ألحان العاشقين 

تقبل الورق تنطق أكثر من ألف 

لسان غرامي ... جمرة ملتهبة 

في اللغة رائحة الحبر بألف عطور

تغني الكلثوميات تراقص الرباعيات ..!!

وتحكي لنا حكايات ألف ليلة وليلة ...!!


                      @ بقلمي/ إدريس جوهري " روان بفرنسا "

                            21/12/21 Jouhari-Driss

        (Yuumei) Wenqing Yan & "Your love for me is virtual love, and your loyalty to me is virtual, only my virtual death is as real as breathing." Ghada Samman

                "حبك لي حب افتراضي، وفاؤك لي وفاء افتراضي، 

             وحده موتي الافتراضي حقيقي كالتنفس". غادة السمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا بالسعد موعودة بقلم الاستاذة شرين ابو عميرة

فاض البيان من صبري بقلم الاستاذ/ة ميسرة عليوة

شاطئ الغرام بقلم الاستاذ أحمد أبو حميدة