الانسان الكامل بقلم الاستاذ فتحي الخريشا

 ★ الكَامِلٌ ٱلْحَادِي وَٱلْأرْبَعُونَ ★


                   هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ

 تمَلَّأ ٱلقلبُ نُورًا ونُورًا أفاضَ ۞ وَمَا تنجنجَ ٱرتِشَاف شَهْدَ يَنابِيعِ الحِكْمَةِ ٱغتراف مَعرِفة الصِّرَاطِ المُسْتقِيمِ ۞ ألآ طُوبَاهُمُ السَّالِكُونَ إلى ٱللهِ بِحَقِّ الظّنِّ غَيْر أهْسَاءٍ ۞ وَٱهتشُّوا جُذْلانًا مُلَازَمَةَ ذِكْر ربّكُمُ الرَّحِيم بجارِيَةِ خَرَزَاتِ سُبْحَةِ المحبَّةِ إِلّاهُ إلهًا في مَا يُعَىٰ وَمَا لَا يَعُونَ ۞ وأكنْفُوهُ غايَةَ هَوَىٰ العدانةِ تبتيلا لِمَا يَتفلّقُ الغِيَاثُ مِنَ الفَاحِمِ الفَتِيقِ غنائِمُ الوَزَّابِ الهَمَلـَّعِ ومَا يَزرَعُونَ ۞ وَمَا فتِئتْ لَطِيفَةُ النَّفْسِ جَذالىٰ عَلى غَيْرِ هَبِيدٍ وعَنْ هزِيمِ الوَاسِطِ تقرعُ ٱشْعَالَ مَصَابِيحِ الهُدَىٰ أنْ لَا تضلَّ شَاطِئَ الوُصُولِ ۞ فمَا أوهَقَ أعناقَ ذواتِهِمْ بِمَعصُوبَةِ العَمَاءِ وألجمِ البَكْمَاءِ لِخوارَةِ العُبُودِيَّةِ إلّا الّذِينَ ٱنْشغلوا عَنْ أجنِحَةِ الرُّوحِ لِمزَاحِفِ خشائِشِ الأنفاقِ والتراكضِ نحو الوَصِيدِ ۞ أوسانُ الهَيَّبَانِ حسراتٌ ألّا يَتمعَكَ زِيْنَةَ حيَاةِ الدُّنِيا ذلِكُمُ النَّزَّاءُ إلى ميطةِ الشَّهْوَة مَا يُفتح لهُ كوَّة مِنْ ضِيَاءٍ أو رِتاج يَعبرُهُ لِروضَةِ إشْرَاق ۞ لولَا يُصرف سُوءَ خدِيعةِ الظّاهِرِ مِنْ عطِيَةِ رنَقِ القِشْرِيَّةِ لِسَوَابغِ نِعْمِ البَاطِنِ أحيَاءُ سَمتِ الصِّدقِ وحصِينةِ العُدَّةِ عَنِ الّذِينَ فِي وَبْلَةِ الهَومَاةِ طرائِقهُمْ يَتخبَطُونَ ۞ أجازرٌ جَسدَهُ عَلى مَنْسَكِ مُرودِ الغرائِزِ تِلْعَابَةُ العَبْثِيَةِ وبِإِفراطِ عَقد النَّفْسِ لِأضلّ مِنَ دابةِ المَرعَىٰ غيلةُ المساقِ أم الفوتُ لِمَلاءةِ حنايَا الفُؤادِ بِمَحبَّةِ أجنحة الحرِّيَّةِ وعشقِ نُور السَّمَاءِ حيث قطرُ الرَّحمَةِ ألظَّ وحنِيفُ الحقِّ تَقرَّأ ۞ وَلَا يَغفلنَّ مُقْسِطٌ فيءَ ظِلَالِ الرُّوحِ وَمَا عبْقرتْ أفلاكٌ بِعوالِمٍ تدورُ وأخرجَتْ تقاوِيًا لِنهدةِ العلياءِ عساليجُهَا منحنياتُ ثمرٍ ناضِجٍ يَتدلّىٰ وسوقاءُ حبّ۪ أكرمُ الحصادِ لِسَنِيٍّ مِنْ راسِبِ الطينِ سَوقُ منعطفاتٍ بِجذلىٰ المَسَرَّةِ تمورُ ۞ وكفىٰ بِالّذِين ظنُّوا حرِيزَةَ الهَامِ حومتهَا عَلى الأقدامِ ومَا تسْعَىٰ بِقيُودِ الجسَدِ فِي غبْراءِ نفسِيَّةٍ مُتعلقة الصُّورِ عَلى مَا ترَىٰ وترتدُ كُلّمَا دُفِعتْ لجَلبِ محارًا لِزبدِ السَّطحِ مُستوفزة بالتَّشْوِيقِ إذ تُجلّلوا عبَاءةَ الشَّوبَةِ فمَا كأسُ مَاءٍ عَذبٍ لِشَارِبَةِ حيَاةٍ وفِيهِ بَعضُ قطراتِ السُّمِّ الزُّعَافِ ۞ وتلّكُمْ بِعضُ أنْفُسٍ عَلى السَّبِيلِ ولكنهَا لِسرِّ اليُمنِ مَا أنْ تهتدي حتى من إغراءٍ تجوسُ لِكُنُودٍ ۞ كُفْرَانُ كافِرة مَا أكْفَرهَا بِالإِنْسِيَّةِ أفأعوَزَهَا الٱتِّصَال لِمَشارفِ المَلكُوتِ المُنضدِ لأبلجِ بيَانِ الإنسَان عن بهرةِ أخيلةِ كلّ غائِبٍ ومجهُولٍ ومَا الوصلَة مِنْ خبطِ عشواءِ تكهناتٍ بَل مِنْ مُنضَّدِ التّفْكِيرِ المُستيقظِ الحرِّ بأجْنُحِ الصِّدقِ عن هِترٍ وحَجْرٍ لكامِلِ وزنةِ المِيزان ۞ أخْفِيَةُ حوبَاءِ السُّفُولِ مَا مُخْتفٍ عَنْهَا اللُبّ ولكِن تُنْكِرهُ مِنْ سَخافةِ تقشير الأمُور ومَا بَائِنُ الحَقِّ عَنهَا أغْربَ إِلّا أنَّهَا لَا ترىٰ سوىٰ البَاطلَ حَقيقة قُدَّامهَا بِقتامِ شهَادةٍ وحسٍّ مقتوعٍ من رغبةٍ وبرحاءٍ ۞ أذلّكُم السَّفرُ ويحهُمْ دركات مهابطِ الهُبوطِ تحدُّرًا لأسفَلِينَ ۞ مَا السُّوبَةُ مَا ٱمتدَتْ أو السَّربَة مَا قصرت إلّا لِحِينٍ أفلَا أدرَكَ أحدهُمُ الّذِينَ ضَلّوا الوضَّاح مِنْهَاج ٱزْدلَاف الحقِّ النّورانِيِّ إذَ التَّسيَارُ على المراهِصِ لِعلِّين ٱلإِنْسَان ۞ الصراط السَّويُّ مَا يَضلّهُ مُستجيبُ النّورِ لِأعَاليهِ ولكِنهُم الّذِينَ فِي الأفُولِ تكولسُوا ظاهرَ أوامرٍ ونواهٍ مهذباتٌ تخرجَهُمْ مِنْ دامسِ ظلَامٍ لِأغباشٍ يَمُورُ فِيهَا بَعضُ ضِيَاءٍ ۞ وٱكتفُوا عَنِ العماءِ لِغشاوةٍ عَلى أبصارِهِمْ بخَوافِتٍ لا تنضجُ بذرةً لثمرٍ أغبِشْ بِهِمْ رُؤْيَة لَا تثبتُ قُدّامهُمْ لترقلِ طلوعٍ وضَّاحٍ ۞ أفلو تبَيَّنُوا وبِيءَ تنافرِهِمْ وٱعتنقُوا مَنْهَجَ الشَّرِيعةِ النّوراءِ لا مِنْ جزءٍ مُفارِقٍ بَلْ على الجُملةِ الجَامِعةِ لكان لِشِراعِ كُلٍّ مِنهُمْ ضِياءَ منارةِ شاطئِ الوصُول ۞ فمَا صُورٌ بِلَا معانٍ وَلَا لُبّ بدونِ قشورٍ حولَهُ بِالخَافِيَةِ تلتفُ سِيّ الجِرْمُ إنْ يَغفلُ عَنِ الرُّوحِ فإنَّهُ بِلَا نُوِيصٍ الميتُ الدَّفِين ۞ وهَلْ يَصيرُ لِأحدٍ المَسير عَلى مَخْرتِ مَعْقُولِ الغيبِ بِلَا مَنْطقِ بَيْدقٍ عَلى النَّاهِجِ إلّا أنْ يَتطرفَ كُلٌّ إكفاءُ المَائِدَة عَلى الآخرِ فلَا عانقَ نُبْهَ حَقِيقةٍ أو وقارَ ٱتزانٍ وكانَ مِنَ المُنْبَجِسِينَ فِي الغرارةِ ومُجاهدتُهُ سُوء عَليهِ سَواءٌ والّتي عَليهَا الأنْيَار ۞ وَهَلِ الظّعنُ إلى مَلكُوتِ السَّمَاءِ بدفنِ الحيَاةِ عَلى الأرضِ أوْ مُعانقةِ أجْنِحَةِ الرُّوحِ بِٱقتلاعِ الشّهواتِ مِنْ مَنابِتِ النَّفْسِ وَيْحًا أولئِك ٱفتلتوا السَّبِيلَ الجَلِيِّ عثراتُ الشقواتِ كُلّمَا نهَضُوا مِنْ إحداهَا أكفائتهُمْ حفرة أعمقُ وأكثرُ إيلامًا فمَا هُمْ إلّا فِي تداعِي الٱنْهداماتِ عَليهمُ سَاذِجَةِ الفهْمِ وأهكُومَةُ السُّلُوكِ ۞ أمْ مِنْ تمايزِ القومِ عَلى بَعْضِهِمْ خُبالٌ أتبعهُمْ لِفيالةِ الرَّأيِ وتجَنِّي الأنانِيَّةِ ويَحمُوم التعصبِ وكثيرٌ مِنَ الّذِين ٱنتُسِفَتْ بِالرَّمَادِ وجوههُمْ هُمْ فِي مريجِ الغبراءِ حَول مِسَلَّةِ فُتُونِ الفَتَّانِ لِسُلْكىٰ ٱلإِنْسَان لَا يثُوبُونَ ۞ ألآ إنَّ الطّريقَ المُستقِيمَ المُضِيءَ سُلوكُكُمْ فِي شَرِيعةِ الضَّمِيرِ أجنِحَةُ إقامَةِ حَيَاة ٱجْتمَاعِكُمْ فِي أنوارِ العامِرَةِ ولا ضير إنْ من جَناحٍ يخلو فِي الٱنقطاعِ إلى ٱللهِ المظنون لِمَنْ أرمضَهُ إدمان الشّوقِ وتشكَّىٰ الوَحشَة لَعلّهُ مِنْ بَعدٍ لِلرَّوضَةِ ٱلإِنْسَانِيَّةِ نفْسَهُ يَستأنِسُ فهُو إذًا الفطِينُ الكيِّسُ ۞ أذلّكُمْ لِنفْسٍ وَمَا تهوَىٰ بِمَعنىٰ الٱرْتقاءِ عَلى الضِّدِ بَلْ لَمَّا لَا مَهْرَب النّقِيضَانِ يَلتقيانِ فأكرمْ بِوَعِيِّ التّولّيِ دونَ أنْ يَفقدَ الآخر حَقّهُ فِي المِكيالِ ۞ سهمٌ مقابل بِضعةِ أسهمٍ لِحبُورِ النّصِيبِ مَا لِفوتٍ وكُلٌّ ليتولّىٰ بِالصَّدقِ مَا يشاءُ دُونَ إسرَافٍ كَي لَا يَختلَ الميزانُ ۞ المُلكُ والمَلكُوت ثمرةُ شجَرَةِ المَعرِفةِ النَّورَاءِ في هذةِ الحيَاة التي نحيَاهَا لِثمرَةِ لًبِّ الحيَاةِ وما أنوارُ جوهرِ الثمرتينِ وأثمارُ شجَرِ محقلةٍ وفرادِيسٍ بمحجُوبَةٍ عن حصِيفٍ حيٍّ لأسْمَىٰ المقامِ فليْسَ إِلّا مُعتقدُكُمُ الإنْسِيِّ مِنهُ تتمَلَّأ قلوبُكُمْ بالنّورِ وبالنّورِ تفيضُ وفيهِ كلُّ الحوزِ وكلُّ المسَرَّةِ والخَلَاص ۞.

                                           صَدَقَ ٱلْإِنْسَانُ نفْسَهُ

                   

                       من كتاب الأسمَىٰ

       لمؤلفه المهندس أبو أكبر فتحي الخريشا

                              ( آدم )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نطق الحجر بقلم الاستاذة خديجة عرب

عتاب بقلم الاستاذة اوليفا سرور