رثاء الشيخ غشام بقلم الاستاذ حسين كرار
،***رثاء الشيخ غشام ****
عَدّ الْقُبُورَ وَاحْصِ أَهْلِهَا
وَانْظُر لِأَهْلِ الْخَيْرِ وَالشَّرَر
وَأَحْكَم بِنَفْسِك فِي سِيرَة
من عَاشَرَ بِالنَّفْع و الضَّرَر
وَأَجْمَع مَحَاسِنَ مَن دُفِنُوا
لعل الذَّكَر يَنْفَعُ فِي الْحُفْرْ
لَقَدْ مَاتَ الخَيِّرُونَ وَخَلَّفُوا
مَكَارمَّا تُذْكَر لِلنَّاسِ بِالْأَثَر
لَقَد عَاشُوا لِلصَّلَاح وَفِعْلِهِ
وَمَاتُوا وَهُم يُوصُونَ الْبَشَر
حَدَائِقُ الْأَخْلَاقِ لَا نُهْمِلُهَا
ولو كَانَتْ قَلِيلَةُ الثَّمَر
فَقَد تَنْفَع يَوْمًا وَتَرْتَقِي
أَنْفُسُّ بَعْدَهَا بِالْفَوْزِ وَالظُّفْر
فَلَا تَقُلْ أِنََّ الْخَيْرَ بِأَكْثَرِه
ولا تَقُل الشَّرِّ مَا بَانَ لِلنَّظَر
بَل الصَّغِيرُ مِنْ الْخَيْرِ يَنْفَعُنَا
وَصَغِيرُ الشَّرّ مُنْتَهَى الْخَطَر
وَقَد وَدَّعْنَا مِثْلُهُم نَذْكُرُه
بِالسَّرِ نَشْهَد لَه وَبِالجَهَرْ
مَنْ كُنَّا نَعُدُّ مَحَاسِنَهُ
في حَيَاتِه رَأَيْنَاهَا بِالْبَصَر
مَنْ كَانَ يَصْلُحُ بَيْنَ النَّاسِ
وَيَسْعَى لِلْجَبْر لَا لِلْكَسَرْ
مَنْ كَانَ يَمْشِي مُجْتَهِدًا
وَيُشِرْ بِالْخَيْر إذَا أَشَرْ
فَفِيه بَعْضُ مَنْ طِينَتِه
كأنه النُّور بُدَا مِنْ قَمَر
إذَا قَامَ لِلْكَلَام نَسْمَعُهُ
ففي كَلَامِه الْجَدّ حَضَر
الْحَيَاءُ مِنْ النَّاسِ عَهْدُهُ
صغيرا كَانَ أَوْ عِنْدَ الْكِبَرِ
لَمْ يَقُلْ أَنَا وَنَحْن نَعْرِفُهُ
فَطَبْعُهُ خَجُولُّ مُنْذ الصِّغَر
هَذَا ابْنُ بَلْدَتِنَا نَتَرَحَّمُه
هذا ابْن طِينَةِّ مِنْ خِيَرْ
هَذَا غَشَّامُ مِن فَضْلِهِ
تَسَابَقَ الشَّبَاب إِلَى الْفَجْرْ
مَنْ كَانَ يُدْعَوْا صَادِقَّا
بِأَنَّ الدَّيْنَ حَيَاء وَوقَر
مَا مِنْ مَسْجِدِ إلَّا وَفَقِيدُنَا
تَعَبَّدَ فِيهِ لِلَّهِ وَشُكْر
وَلَا السَّعْي لِلْخَيْر نَسْبِقُه
فقد كَانَ كَثِيرَ السَّفَر
فَرَحِمَ اللَّهُ فَقِيدَنَا وَأَسْكَنَهُ
جَنَّةَّ يَفُوز فِيهَا بِالنَّظَرِ
وَلَا شَكَّ بجَنَّة يَدْخُلُهَا
فَالغَرِيقُ حَدِيثُّ عَنْهُ حَضَر
قَد أَوْعَدَه رَبِّه بِرَحْمَة
تْبعِدُهُ عَنْ عَذَابِ وَسقْر
فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا مَبْلَغُنَا
طَرِيقُنَا قَصِيرٌ فَلنَأْخُذِ الْعِبَر
مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْئِّ تُخَلِّدُه
أَقْوَالُ بَعْدَه بِالذَّمّ أَو الْفَخَر
فَيَا رَبِّي نَسْأَلُكَ رَحْمَة
تكون كَظِلِّهِ يَوْمِ الْحَشْرْ
وَلأهْلِه الصَّبْرَ عَنْ فَقِيدِهِم
فَنِعْمَ الثَّوَاب ثَوَابُ الصَّبْر
. .
حُسَيْن كُرّارٌ . . . . . . . الجَزَائِر
تسلمي على النشر وتوثيقه
ردحذف