في ظل الوباء بقلم الاستاذ/ة انسام الحسيني
في ظل الوباء الذي اقتحم العالم انصرف الناس الى استخدام المنظفات لاسيما الكلور بصورة مبالغ فيها فكتبت ممازحة
أَجْسَادٌ تَهَاَوتْ فِي حُبِّ الْكُلُور
كلَّما أردْتُ الراحةَ والخُلودَ
فاجَأَني أحمدُ بالمُرورْ
عَلَى الأَسْواقِ والدكاكينِ والمحالِّ
لَعَلَّنَا نَحْتاجُ بعضَ الأُمُورْ
عَصَّبْتُ الرَّأْسَ وشَمَّرْتُ السَّاعِدَ
وأَنْعَشْتُ الرَّأْسَ بِكَأْسٍ مِنَ الكُلُورْ
أَدْمَنَتْهُ الأَكْيَاسُ والعُلَب
وأَدْمَنَهُ مِنَ الأَغْراضِ اللَّحْمُ والطُّيورْ
فَجَعَلْناهُ مِلْحًا لِلطَّعامِ
وَحَلَّيْناهُ بِالعَسَلِ لِلشُّرْبِ قَبْلَ الفُطُورْ
كُلًّمَا هَبَطَ الضَّغْطُ وَارْتَعَشَ القَلْبُ
أَسْرَعْنَا بِمَحْلُولٍ مِنْهُ يَفُورْ
وَضَعْنَاهُ فِي الوَرِيدِ
وسَمَحْنَا لَهُ مِنْ خِلَالِ الحُقْنَةِ بِالمُرُورْ
وَأَمَّا الرَّأْسُ فَعِلَاجُهُ دَهْنَةٌ مِنْهُ تَجْعَلُهُ يَدُورْ
فِي جِنَانٍ وَظِلالٍ وَاِرفَة
لَعَلَّهُ فِي أَوَّلِ المَناِزلِ مِنَ القُبُورْ
وَإِذَا أَحْسَسْتَ يَوْمًا بِكَرْشَةِ نَفَسٍ
فَعَلَيْكَ بِبَخَّةٍ مَنْهُ تَشْرَحُ الصُّدُورْ
وَإِذَا الْجِلْدُ أَصَابَهُ البُهَاقُ
فَضَعِ الْقَلِيلَ مَعَ المِلْحِ وَمِيَاهِ الصُّنْبُورْ
ثَلَاث مَرَّاتٍ وَإِنْ شِئْتَ أَرْبَعَةً
أَوْ خَمْسَةً فَالْأَمْرُ مَيْسُورْ
وَمَنْ أَرَادَ الاسْتِذْكَارَ فَعَلَيْهِ بِقَهْوَةِ الْكُلُورْ
بِالْقِرْفَةِ وَالْحِبَّهَانِ مَعَ أَكْلِ بَعْضِ التُّمُورْ
الْأَمْرُ لَيْسَ مُتَاحًا
بَلْ حَصْرِيًا لِمَنْ أَرادَ النَّجَاحَ مِنْ أَوَّلِ دُورْ
لَعَلَّ الرُّوحَ تَعْرِفُ إِلَى السَّمَاءِ الْعُبُورْ
وَإِذَا الرَّضِيعُ مِن نَّوْمِهِ بَكَى وَتَجَشَّأَ
فَضَعِي لَهُ فِي الرَّضْعَةِ بَعْضَ النُّقَطِ بِكُلِّ سُرُورْ
وإِذَا أَرَدْتِ النِّسْيَانَ فاجْعَلِيهِ كَالنَّدامَى
يَكُنْ لَكِ مِثْلَ الْخُمُورْ
وَإِذَا شَعَرْتِ بِمِزاجِ الزَّوْجِ مُضْطَرِبًا
فَاصْنَعِي لَهُ مِنْهُ كَأْسًا بِاللَّيْمُون وَلَا تَنْسَيْ البُخُورْ
وَإِذَا اتَّهَمَكِ أَحَدٌ بِالفِسْقِ وَالفُجُورْ
فَقَدِ اسْتَأْثَرْتِ لِنَفْسَكِ بِمَشْرُوبِ الكلوِرْ
وَجَعَلْتِهِ مِنَ الْأَسْواقِ شَاحًا غَيْرَ مَوْفُورْ
فَاعْزِمِيهِ عَلَى الْعَشَاءِ
وَرَاضِيهِ ......بِبَعْضِ النُّقَطِ
لَعَلَّ النَّفْسَ .... مِنْهٌ طَهُورْ
وَقَبْلَ أَنْ أَخْتِمَ الْمَقَال
عَلَيْكِ لِنَفْسِكِ بِالْخَالِصِ الْمُعَتَّقِ
فَإِنَّ الطَّعْمِ مِنْهُ خَيْرٌ مِنْ كَأْسِ الْخُمُورْ
وَقَبْلَ أَنْ تَشْرَبِي اسْتَدْعِي الحانُوتِي
لِيَنْقُلَ إِلَي الْقُبُورْ
أَجْسَادًا تَهَاوَتْ فِي حُبِّ الْكُلُورْ
وَاحْجِزِي لِكُرُونَا فِي أَغْلَى الْقُصٌورْ
لِيَسْتَرِحْ وَيَأْخُذْ إِجَازَة
فَالْكُلُّ رَحَلَ إِلَى رَبٍّ غَفُورْ
وَلَا تَنْسَيْ عَزِيمَتَهُ عَلَى كَأْسٍ مِنْهُ
لَعَلَّهُ يَهْدَأُ أَوْ يَغُورْ
د. أنسام الحسيني
ما شاء الله ♥️
ردحذف