لا لرفع الراية البيضاء بقلم الاستاذ عمار الزمزمي

 **** لا لرفع الراية البيضاء ****


      و نحن نودّع سنة2020 التي كانت قاسية و زادتها جائحة الكورونا قسوة و نستقبل سنة جديدة نرجو أن تكون أرحم أهديكم صديقاتي أصدقائي آخر ما كتبت لأقول لكم : نحن محكومون بالأمل مهما حصل لكنه ليس أمل البُلْه الأعمى بل هو أمل بصير، أمل العقلاء / المجانين الذين مهما أظلم الحاضر وجدوا فيه خيط ضياء.


ماذا لَوْ طلّقْتُ يوْمًا بالثلاثْ

شاشةَ التلفزيونْ

و محطّاتِ الإذاعَهْ

و الجرائدْ؟

ماذا لوْ أغلقْتُ يومًا هاتفي 

و هجرْتُ الفايسبوكْ 

و فضاءاتِ التواصلْ 

و انْتحَيْتُ بِربوعِ الرّيفِ لي رُكْنًا قَصِيَّا

حيثُ لا إنْسَ يزورُ

لا و لا تأتي رسائلْ؟

ربّما يغرق الكوْنُ في صَمْتِ البدايهْ

حيث لا صوْتَ يجيىء من سماءٍ 

أوْ اشارَهْ.

ربّما أنسَى جميعَ ما عرفْتُ

من طقوسٍ و وصايا

فأحجَّ دون إحرامٍ لِذاتي 

مُعْرِضًا عن سُبُلٍ مَسْطورَةٍ 

سَلَكَتْ قبْلي القوافِلْ

علّني أخلو إليها 

مثلَ بحّارٍ عجوزٍ

قابعٍ في مقهَى ميناءٍ قديمٍ

هجَرَتْهُ السّفنُ

دون صديقْ،

تارةً يَغْفُو و أخْرَى 

يسْتعيدُ أسماءَ البواخرْ

و المواني و البغايا

و حياةَ البحرِ في الماضي السّحيقْ.

ربّما طلّقْتُ أوهامًا كبيرَهْ

و سخافاتٍ كثيرَهْ

و اسْترحْتُ من نعيبٍ و نعيقْ.

ربّما أنسَى لِلَحْظَهْ

نَعْيَ مَنْ مات بِمِصْعَدْ

أوْ بِفَوْهاتِ المَجاري 

أو بأبوابِ مِصَحّهْ

رفضتْ أنْ يدخُلَ دونَ ضمانِ

أو بِأعْماقِ البحارِ .

ربّما أغفو قليلا

فَتَجيئونَ رفاقي

هكذا مِنْ دون مَوْعِدْ

دون أن تخْشوا خطَرْ

مثل غَيْمَهْ

فاجأتْ مصْلحَةَ الرّصْدِ و جادَتْ

يوْمَ صَحْوٍ بالمطرْ.

ربّما جِئْتمْ فُرادَى

ربّما جئْتمُ جمْعًا

مثلما أبْصَرْتُكمْ آخرَ مرّهْ

منذ خمسينَ سَنَهْ

شامخينَ

كالنخيلْ

في رحابِ المَحْكَمَهْ

راسمينَ 

شارَةَ النّصْرِ، و بَسْمَهْ

قَدْ عَلَتْ كلَّ الشفاهْ

مُتَحَدّينَ المباحِثْ

مُسْتَهينينَ 

بِإحْكامِ القُضاهْ

فَتُعيدوا للحياةِ النّكْهَةَ الأولَى

و لِلْحُلْمِ البكارَهْ

و تزفّوا 

للذين استَوْطَنوا اليأسَ البشارَهْ.

آهِ لكنْ

كيْفَ لِلْمَأْسورِ في شَرْنَقَةِ الأحداثِ عُمْرَهْ

أنْ تَفُكَّ رَغْبَةٌ مجنونةٌ يَوْمًا إسارَهْ؟

كيفَ للمشنوقِ في حبْلِ الحياةْ

أنْ يكونَ الموْتُ طوْقًا للنجاةْ؟

كيْف للمَوْعودِ بالصبحِ الذي قدْ يأتي فجأهْ

أنْ تُضيعَ لحْظَةُ الإغفاءِ حُلْمَهْ؟ 


                  عمار العلربي الزمزمي

                 الحامة ، تونس، ديسمبر2020

                 من ديواني" في انتظار الربيع".


ب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا بالسعد موعودة بقلم الاستاذة شرين ابو عميرة

فاض البيان من صبري بقلم الاستاذ/ة ميسرة عليوة

شاطئ الغرام بقلم الاستاذ أحمد أبو حميدة