حوار ادبي بقلم الاستاذة أمل شيخموس

 " حوار أدبي صحفي "

أجرته الروائية الصحفية السورية

 أمل شيخموس 

             مع 🌾 

  الروائي و الشاعر المبدع 

الأستاذ الكاتب جبار القريشي * // العراق  

    ☆ ☆ ☆

                                            

س 1 - بطاقة تعريفية بشخصك الشمولي؟! مما ينبع هذا الثراء ؟! 

ج١: السيرة الذاتية.

في البدء أقدم شكري وامتناني الكبيرين لكادر مجلة روضة الادباء والنقاد العرب رئيسا واعضاء، ولزميلتنا الروائية الرائعة أ. أمل شيخموس لأجرائها هذا اللقاء الادبي معي ، والذي أتمنى ان يكون مثمرا وناجحا.

أنا الكاتب والروائي والشاعر جبار خديدان القريشي/ بكلوريوس علوم عسكرية، وبكلوريوس قانون، محامي منتمِ الى نقابة المحامين، وحقوقي منتمِ الى اتحاد الحقوقيين، عضو اتحاد أدباء الديوانية والعراق، عضو نقابة الفنانين العراقيين، عضو في الكثير من الروابط الادبية والثقافية في العراق والوطن العربي، حاصل على جوائز كثيرة في مجال القصة، وفي مجال الشعر، كاتب سيناريو، وكاتب مسرحي، لدي تعاون مع فرق مسرحية محلية وعربية.


س 2 - للكلمة هدف سامي من المفترض أن يكمن وراءه قضية إنسانية ، ما هي بالنسبة لك ؟


ج٢: الكلمة في بعدها الانساني كان قد لخصها الحسين(ع) عندما طلب منه البيعة ليزيد، حين قالوا له قلها يا ابن رسول الله، إنها كلمة فأجابهم:

( أتعرفون ما معنى الكلمة؟، مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة).

اما من وجهة نظري الادبية، فالكلمة اصلا هي مادة الابداع الانساني في مجال الادب والفن، وهي اداة كل اديب وشاعر وفنان، إذ منها يصنع إبداعه، وبها يترجم أفكاره، ومنها يصوغ مشاعره وأحاسيسة، فيكون الوليد قصة أو رواية أو قصيدة تناغم مشاعر الناس، وتداعب أحاسيسهم.

أما هدفها فيحدده من أطلقها حسب موقعه وظرفه، سواء كان شاعرا أم قاصا أم فنانا، أم سياسيا أم رجل دين، ويكون تأثيرها مرتبط بشخصية من أطلقها وموقعه في المجتمع وعلاقة تلك الكلمة بظرفها وزمانها.


س 3 - الفضول يعترينا حول معرفة من هو جبار القريشي أولاً والمبدع ثانياً ؟


ج٣:جبار القريشي، مواطن عراقي، أسكن مع عائلتي في محافظة الديوانية، متزوج ولدي بفضل الله ثمانية من الابناء، ثلاث ذكور وخمسة بنات، كلهم أكملوا دراستهم الجامعية، وبعضهم نال الماجستير.

كنت ضابطا في الجيش العراقي الباسل قبل أن يسرحنا عنوة المحتل الأمريكي بعد عام 2003م، أكملت بعدها دراسة القانون بنجاح وتفوق، أمارس حاليا مهنة المحاماة، أحب بلدي العراق بكل أطيافه ومكوناته، أؤمن بأن المواطنة تجمعنا، وأنبذ المسميات الأخرى التي أوجدها المحتل وأذنابه والتي تعمل على تفريقنا من أجل اضعافنا.


س 4 - يراودنا الحماس لمعرفة طقوسك الكتابية بإسهاب ؟


ج٤: ربما أختلف أنا عن الكثيرين في طقوسي الكتابية، فأنا عندما أحزن أو أغضب فانني لا أستطيع أن أكتب سطرا واحدا، بل أكتب عندما يكون مزاجي رائقا، أحيانا تكون أجمل كتاباتي عندما أُستفَز، لا وقت محدد عندي للكتابة، ولا أجواء خاصة، أكتب تحت كل الظروف، كثيرا ما كنت أكتب وأنا في خندق القتال في لحظات الهدوء، وأجمل كتاباتي تلك التي كانت في عربات القطار أو الحافلة عندما كنت أأتي الى عائلتي باجازة.

الموضوع الذي أباشر بكتابته يبقى يراودني في كل أوقاتي، لا أهدأ حتى أنتهي منه، وأحيانا النهايات في القصة والقصيدة هي من تكتبني وترسمني، كثيراً ما رسمت في مخيلتي نهاية لقصة أو قصيدة شعرية بدأت بكتابتها، فوجدت قلمي يقودني لنهاية أخرى مغايرة، لم أكن أفكر بها.


س 5 - حدثنا عن تجربتك الروائية " أصابع الشمس " دلالة المغزى من العنوان ؟!


ج٥: رواية أصابع الشمس تختلف عن الروايات الاخرى التي كتبتها كرواية سنوات العنف، وسنوات ما قبل العنف، من حيث بيئة الرواية، فهي تتحدث عن بيئة بدوية تقع في بادية السماوة، تعكس حياة أولئك الناس البدو في بداية العقد الخامس من القرن الفائت، وهي مأخوذة عن قصة حقيقية حدثت في القرى المتاخمة لناحية بصية الحدودية، الشخصية المحورية فيها شاب اسمه صالح, يحب المغامرة وتحدي الليل، يصادف وهو خارج في أحد مغامراته فتاة تدعى بدور، ينوي اخوتها قتلها غسلا للعار، يقرأ في عينيها النقاء والبراءة وهي تجلس الى جوار حفرة يتناوب اخوتها على حفرها، يحتال صالح على اخوتها ويخطف بندقيتهم بمهارة. فيصيب بها أحدهم في ساقه، لينهزم الآخر، يردف خلفه الفتاة بدور على فرسه ويعود بها الى عربهِ(قريتهِ)، ومن ثم يتزوجها, ويتأكد له نقائها وبراءتها ويُعلن ذلك أمام أفراد عشيرته، لتبدأ مغامرات واحداث كثيرة، لا يسع المجال لذكرها.

أما بخصوص العنوان (أصابع الشمس) فله دلالات كثيرة، فالشمس وقسوتها في البادية لا تترك وجها الا وترسم على ملامحه أثرا، كأنها تضع وسما على الوجوه، حتى أنك عندما ترى أحدهم تعرف أنه ينتمي الى هناك .


س 6 - منجزاتك الأدبية والفنية هلا ذكرتها ؟ آنياً هل من مشروع جديد ؟


ج٦: صدر لي هذا العام 2021م عن دار الورشة في بغداد، رواية (أصابع الشمس)، التي تحدثت عنها في سؤالكم السابق، وكتاب من نفس دار النشر عن المسرح بعنوان(ضوء في بداية النفق) يحتوي على ثمان نصوص مسرحية. وقد شارك الكتابان في معرض بغداد الدولي للكتاب لهذا العام. 

لدي تعاون عربي في مجال النص المسرحي مع مخرجين وفنانين عرب معروفين.

لدي مجموعتين للقصة القصيرة جدا. مهيأتين للطبع، علما ان معظم القصص في الكتابين قد فازت في مسابقات أقامتها روابط الققج في معظم الدول العربية.

كذلك لدي مجموعتين للقصة القصيرة جاهزة للطبع.

لدي أيضا ديواني شعر (حُر)، أحدهما تحت الطبع، والآخر مُعد أيضا لنفس الغرض، ولدي ايضا ديواني شعر (نثر) معدا أيضا للطبع. 

كذلك فأنا شاعر شعبي, ولدي مشاركات في أمسيات كثيرة في جمعيات الشعر والمنتديات، ولدي الكثير من القصائد مسجلة بصوتي على قناتي في اليوتيوب.

 كما ولدي أيضا كتاب موسوعي بعنوان (كانت هناك قرية) جاهز ومبوب في النية اصداره، يتحدث عن ظروف العيش في قرى العراق وكل تفاصيل حياتهم في النصف الاول من القرن الفائت، أي فترة الحكم الملكي قبل إن يتحول الى جمهوري، وهو كتاب قيّم يستفيد المهتمون منه في علم الاجتماع، وصُناع السينما والانتاج التلفازي. 

وفي مجال السيناريو قدمت لقسم الانتاج في قناة العراقية خمس مسلسلات من ثلاثين حلقة لكل مسلسل، وهي بانتظار الانتاج.

كذلك لدى كتابات كثيرة ومتواصلة, سياسية واجتماعية وأدبية ونقدية منشورة في وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من الصحف والمواقع الالكترونية.

وقد يسال سائل، لماذا لا تباشر بطبع تلك الكتب المنوه عنها طالما أنها جاهزة للطبع، أقول: أن الطبع عندنا في العراق مُكلف جدا، وبلدنا اليوم يمر بظروف اقتصادية معقدة، ودور النشر بسبب كورونا وعزوف الشباب عن القراءة الورقية لم تعد تقبل أن تتولى عملية التوزيع وتحمل جزء من تكاليف الطبع، ولهذا صرنا نجهز الكتاب وننضده، ويركن جانبا بانتظار الظرف المناسب لطبعه.

أما بخصوص المشاريع الكتابية الجديدة فقد انهيت تواً مسرحية (أحلام لا تبدو بعيدة) شاركت بها في مسابقة النص المسرحي فوق سن 18 التي تشرف عليها الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.

س 7 - نصائح من القلب للمبتدئين عشاق القلم *.


ج٧: بدءاً لم أرَ نفسي إلا مبتدءاً في كل دروب الادب، أتعلم من الكبير والصغير، والحكمة التي أؤمن بها هي حديث الرسول الأعظم(ص)« اطلب العلم من المهد الى اللحد».

أما نصيحتي لعشاق القلم المبتدئين فهي وصايا قد تكون تقليدية، كالقراءة الكثيرة والاطلاع على تجارب واساليب الادباء الكبار، والتعلم منهم، وكذلك الصبر والمطاولة والسير بخطى متوازنة، وعدم محاولة تسلق السلم دفعة واحدة بهدف بلوغ القمة، وضرورة التعلم من الاخطاء والعمل على معالجتها وتخطيها، مع قبول النقد برحابة صدر.


س 8 - رأيك في المشهد الثقافي النقدي " اختلاف الرأي " والسعة التقبلية له ؟! هل من نقد بناء فعال ؟! 

ج8: حيثما وجد نقاد ونقد في بلد ما، ازدهر الادب وتطور، ومن لا يتقبل النقد من وجهة نظري ليس بأديب، فالنقد وجد للتصويب وليس للتسقيط، ومن يتحاشى النقد او يتطير منه لا يمكن أن يكون أديبا، فالناقد الحصيف هو الذي يشخص مكامن الخطأ بما يمتلك من خبرة ودراية وادوات تمكنه من ممارسة هذا النوع من الادب، والناقد كالطبيب الماهر الذي يضع يده على العلة بمجرد أن ينظر الى مريضه، كذلك الناقد فبمجرد أن تمر نظراته على السطور يشخص كوامن الخطأ ويشير اليه، وما على الكاتب إلا أن يحترم ذلك ويتقبله برحابة صدر، ويشكر الناقد علنا، فليس في ذلك منقصة بل إنه دليل وعي، ثم يبادر الى تصحيح الخطأ، أما ان تأخذه العزة في الاثم فهذا ليس أديبا، وقد قالوا، جُلَّ من لا يخطئ.

أما بخصوص سؤالك، هل هناك نقد بناء فعّال، أقول: النقد بعمومه بنّاءاً إذا كان مجردا من الغرض الشخصي، فالناقد الحقيقي يجب أن يتجرد من انطباعاته الشخصية عن الكاتب، وينظر للنص المراد نقده ضمن حدوده وليس خارجها، ويجب أن يعتبر ما يقوم به رسالة أدبية وأخلاقية وانسانية بحتة مجردة عن النزعات الشخصية، لان ما سيكتبه الناقد ستُبنى عليه أمور كثيرة، وسيقع نقده تحت أعين نقاد آخرين، وسيصغر في نظرهم إن لمسوا منه جنوحا عن الغرض النبيل الذي يقتضيه النقد، فالناقد الحقيقي هو من يُنصف حتى خصومه وأعداءه إن صح التعبير. وبهذا يكون النقد بناءاً وفعالا.

🍀

قام بإجراء الحوار 

الروائية الصحفية 

أمل شيخموس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا بالسعد موعودة بقلم الاستاذة شرين ابو عميرة

فاض البيان من صبري بقلم الاستاذ/ة ميسرة عليوة

شاطئ الغرام بقلم الاستاذ أحمد أبو حميدة