المساء والشتاء الطويل بقلم الاستاذ أشرف عز الدين محمود

 -المساء والشتاء الطويل...قصة قصيرة 

--- بقلمي أشرف عزالدين محمود 

...أرصد الأيام وأطوي عبر صمتي ألف بعدً ووهاد..كأني من جديد أوقِّع هدنتي)في كل صباحٍ أخرج من غيبوبةِ الرؤيا

..نظّارتي الداكنة لا ترى من بعيد..الشعاع الذي يتراقص بين الظلال..يموج بعوالم من الحب والسحر والخوف والانتصار..هذا الشتاء جعلني اتسائل هل غادر الناس أحلامهم وانتهوا وانطوى مهرجان الحياة، كما تلاشت الظلال على شاشة خالية ؟..هذا الشتاء أنحسر فيه البحر ولم يتبقى سوى الاصداف ْفي باطن الارض تهب الريح بعد الريح..ولا شيء.. لقد اغتال ما في الحقل من اريج ..وخبأ النجوم في ردائه الكئيب..وجعل الحزن يأتي إلي من مغارة المساء كطفل شاحب غريب.. ْماذا تقول أنت في هدوئك الأليم للأفق المدور المغلق ? والشعاع?كيف تلاشي الدهر عن رؤيا بلا ألوان ?وأحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ ولم أعرف كيف أودعها..كُلَّمَا أَوْقَفْتُ خَطْوِيْ فِيْ مَسَارَاتِ قَلْبِيْ رَجَفَتْ بِيْ قَدَمِي..شتاء فيه آخِـرَ الأَوْرَاقِ مِنْ شَجَرِيْ تَسَاقَطَ فِيْ الْجَلِيْدْ...فحتى العصافير لم تقطن اعشاشها فعندما حل هذا الشتاء أبتدأ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.كأنما سيول من السماء..تهطل في داخلي..عندئذ ..يغمرني..بي شوق طفولي إلى البكاء ...في هذا الشتاء كَمْ جَنَحَتْ إِلَىْ الأَشْجَانِ..فَإِذَا مَضَىْ حُزَنٌ أَطَالَ مُقَامَهُ.. مهزوم في نفسي لم أجد يوماً إلى النصرِ سبيلا..لقد رحَلَ الخريف وحل الشِتاء.. ، ولا ثوبٌ بديعُ.وهاجرَ كلُّ عصفورٍ صديقٍ..وأصبح لا صديق وماتَ الطيبُ ، وارتمت الجذوعُ..وما اهتدتِ القُلوعُ ولا ادَّعتِ الضمائرُ والضُلوعُ..وها أنا احترقُ في صقيعُ هذا الشتاء الذي لا.يحمل لي غير حقائب الدموع والبكاء..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انا بالسعد موعودة بقلم الاستاذة شرين ابو عميرة

فاض البيان من صبري بقلم الاستاذ/ة ميسرة عليوة

شاطئ الغرام بقلم الاستاذ أحمد أبو حميدة